إلى معالي ميهوبي: ..ومع ذلك فإن “النهود” والمراضع تدور !!
شاعر ووزير ثقافة و “مع ذلك فإنها تدور” ، يُخرج ما في قلبه من تنهيدات ودوران وزفرات و يعلن صراحة بأنه وزير : “من أصنامنا طلع صوت النهود”، و من لم يعجبه موقف وزير “اويحي” للثقافة الدائرية ، فليشرب من البحر أو من “نهدي” تمثال عين الفوارة اللذين سيعودان قريبا إلى “السقاية” و إلى الرضع المجاني ، بعد أن تكفلت ملايير عزالدين ميهوبي بترميمهما خدمة لحق المواطن في “الرضع” المجاني للصخور و طبعا ” بولحية” أو أنصار “مول المارطو” الذي حطم حضارة ” النهدين” ، حسب معاليه، هُمّ من يجب أن يوضعوا في المتحف، أما تمثال عين الفوارة بنهديه الساطعتين، فسيظل منتصب ” النهدي” يروي من ماءه العذب معاشر المحرومين ..
حين تنتهي حالة الثقافة في زمن “ميهوبها” إلى قضية “نهد” أو أمن قومي، يدافع عن ” رضعه” وزير برتبة شاعر وروائي و مثقف سابق، نعرف ،لماذا يجب وضع البلد ، وليست تماثيله فقط ، في المتحف، فـ”صحانية الوجه” وصلت إلى السقف، و القضية لم تعد فقط في “بن غبريط” تريد استفتاء فتيات المدارس في عذريتهن ، ولكنها، في وزير ثقافة أفقد العقل الثقافي عذريته بعد أن اختزل كل القيم و كل الحضارة و كل التاريخ في “اثداء” أو “بزازل” تمثال حجري ، جعل منه قضية أمة و قضية وطن و قضية ” رضع” عابر لكل القيم و المثل التي تربى عليها ميهوبي كنا نظنه غيثا جاء بعد ” قحط” خليدة تومي ، فإذا الأيام تثبت أن الوزيرة الأسبق، خليدة تومي، كانت نعم الوزيرة مقارنة بميهوبي “انتاعنا”، لأنها رغم كل ما قيل عنها وفيها ، لم تنزل إلى مستوى وزيرة للتماثيل و النهود والسيقان العاريات، بل العكس حدث، فقد عاشت الثقافة في زمنها، سنوات من الهطول تحت عناوين،الجزائر عاصمة الثقافة العربية، وليس “النهدية” أو “الزيتية”؟؟
والمهم، في ما كان من زمن خليدة تومي المفرنسة والمستلبة و المنتمية لطيف و “زيت” بعينه، و بين ما هو كائن من مثقف كان محسوبا على الأصالة و على الشعر العربي و الانتماء الحضاري ، فإن الفرق و “البون” شاسع، وخاصة أن وزيرة الثقافة الأسبق كانت وزيرة للثقافة العربية فيما وزير الثقافة الحالي ، اثبت فعلا و قولا ، أنه وزير للثقافة ” النهدية” ، حيث “البزازل” أصبح لها وزير لا يتردد في أن يقف مرافعا ومدافعا ومنتصرا لتمثال ضد “نائبة” متحجبة، طلبت منه بكل احترام أن يخفي ” نهدي” تمثاله ووزارته في المتحف،، فثارت ثائرة الوزير لـ”بزازل” تمثاله من نائبة لم تقل شيئا سوى ، اخفوا تعريكم و لو كان حجرا؟؟
أعترف أن صدمتي في الشاعر عز الدين ميهوبي، لم تكن فقط لأنه “تبزل” فكريا أكثر من تمثال عين الفوارة ذاته و لكن، لأن الرجل أصاب أمة مثقفين ممن ظنوه أملا، بخيبة كبرى، بدأت في مسايرته للمسخ التاريخي ممثلا في تشجيع ” الخرافة” سواء كانت “نهدا” أو “زيتا” لا وجود له إلا في حفريات ” كرسيه” الوزاري، لينتهي إلى محطة،،، أنا وزير التمثال و حامي حمى النهود الحجرية ومن لم يعجبه الأمر، فإن مكانهالمتحف،،، للأسف يا سيد ميهوبي، سينتهي استوزارك يوما و حين تزور قريتك، بحثا عن رائحة والدك ، إمام القرية التقي، ستقف أمامك سجادته معلنة: أن الفتى ” عزوز” كان يوما جزءا من صلاة القرية، قبل أن ينتهي إلى مصير : “و مع ذلك فإنها تدور ” وقد “دارت” و لم يبق من ميهوبي أو “عزوز ” السالف الذكر، ، إلا حكاية فتى “هام” لأجل أن يظل الوزير الهمام !!
هامش:
- “و مع ذلك فإنها تدور”،، رواية من مؤلفات “عز الدين ميهوبي”