تعدّ ثانوية البنات “حسيبة بن بوعلي”، واحدة من المؤسسات التعليمية الرائدة في تاريخ الجزائر.
وتكتنز هذه الأيقونة العلمية النابضة مسارات 68 عاماً.
وتحكي كل زوايا هذا المكان الشاهق في ضاحية القبة بالعاصمة، ألف حكاية لأجيال وقوافل ممن تمدرسن في هذا الفضاء العتيق.
وظلّت الثانوية مزاراً محبّباً للكثيرين المأخوذين برمزية البطلة الشهيدة حسية بن بوعلي (18 جانفي 1938 – 8 أكتوبر 1957).
وفي استطلاع أنجزته “الجزائر سكوب”، تسنى معرفة الكثير من الحيثيات عن ثانوية “حسناء الثورة”.
وأفيد أنّ انشاء ثانوية حسيبة بن بوعلي تمّ في 1956 وانتهى بناؤها في 1958.
زمن “الفتيات الشابات”
كانت تسمى حينذاك “ثانوية الفتيات الشابات” إبان الحقبة الكولونيالية.
وكانت تحمل طابع مؤسسة دراسية منفتحة على أطوار الابتدائي، المتوسط والثانوي.
وفي مرحلة ما بعد استقلال الجزائر، أطلق اسم حسيبة بن بوعلي على هذه الثانوية.
وظلّت ثانوية حسيبة بن بوعلي على مدار 62 عاما، تعتمد نظاماً داخلياً إلى غاية العام 1997.
ومنذ ذاك التاريخ، جرى تبني نظام شبه داخلي في مؤسسة تستوعب أربعين قاعة دراسة وثلاثة مطاعم.
وتشمل ثانوية حسيبة بن بوعلي على قاعة رياضة، ثلاث اقامات وجناح إداري.
وتحظى المتمدرسات في ثانوية حسيبة بن بوعلي بتأطير طاقم نوعي.
ويضمّ هذا الطاقم نحو أربعين أستاذاً على تخصصات: العلوم، الآداب، الرياضيات واللغات الأجنبية.
أحلام مستغانمي مرّت من هنا
على مدار ستة عقود ونيف، شهدت ثانوية حسيبة بن بوعلي تمدرس قوافل من الحرائر، والقامات أيضاً.
ويتصدر القائمة، الأديبة الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي، صاحبة “ذاكرة الجسد” و”فوضى الحواس”.
وتبقى ثانوية حسيبة بن بوعلي، فضاءً تربوياً استكشافياً مائزاً يسهم في اعداد كوكبة من الفتيات القادرات على الابداع.
وتتموقع ثانوية حسيبة بن بوعلي، كحلقة أساسية في دروب المشاركة الفعالة لتصنيع مستقبل أفضل للجزائر.
ويحرص عرّابو ثانوية حسيبة بن بوعلي، على توفير بيئة تعليمية ملائمة تدعم الفتيات في تحقيق طموحاتهن الأكاديمية.