اختار رئيس الدبلوماسية الأمريكية بالجزائر، جون.ب ديروشر، مشاركة الجزائريين بعيد الثورة، من عاصمة الأوراس باتنة، أين حل رفقة حرمه بموقعة “تاغيت” وهي المنطقة التي أطلقت فيها أول رصاصة ليلة الفاتح نوفمبر 1954، في الوقت الذي قدم السفير وثائق تثبت دعم الولايات المتحدة الأمريكية التاريخي لاستقلال الجزائر.
خصت واشنطن، فرنسا برسائل مشفرة من الجزائر، عشية احتفالات الذكرى الـ64 لعيد الثورة المجيدة، فأبرز السفير الأمريكي بالجزائر جون.ب ديروشر، الدعم التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية لتخلص الجزائر من الاحتلال الفرنسي، عبر تسليمه وثائق أرشيفية تعود إلى عهد الرئيس جون كينيدي، للمدير العام للأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي.
وصرح السفير الامريكي، جون.ب ديروشر، لدى تسليمه الوثائق لمدير الارشيف الوطني، أن الجزائريين يعلمون كم دعمهم جون كينيدي من أجل نيل استقلالهم، لاسيما عبر خطابه الشهير سنة 1957 الداعم لاستقلال الجزائر وبعد ذلك بخمس سنوات استقبل الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة في البيت الأبيض. وقال رئيس الدبلوماسية الأمريكية بالجزائر، إن مهمته تكمن في ترسيخ التاريخ المشترك بين البلدين.
من جانبه قال المدير العام للأرشيف الوطني، عبد المجيد شيخي، إنها خطوة ستفتح عهد علاقات جديدة بين البلدين، وتحدث عن أوجه شبه بين الجزائر وواشنطن، تتمثل في التاريخ المشترك كون أمريكا من الدول القليلة في العالم الغربي التي تناهض الاستعمار وقامت بحرب تحررية حتى وصلت إلى استقلالها ومن هذا المنطلق أصبحت تؤمن إيمانا راسخا بحق الشعوب في تقرير مصيرها. وأضاف شيخي، أنه بغض النظر عن العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة عندما كانت الجزائر جزء من الامبراطورية العثمانية فإن الجزائر أسهمت في استقرار الولايات المتحدة، عندما كانت في أولى عهدها معرضة لحصار بحري كبير، فقد أسهمت الجزائر في رفع الحصار ومساعدتها على توسيع نشاطها التجاري في حوض البحر الأبيض المتوسط، قوبل باستعداد الأمريكيين لدعم الجزائريين لنيل استقلالهم، فقد جاء الرئيس نيلسون في الحرب العالمية الأولى بمبادئه الـ14 ومن بينها حق الشعوب في تقرير مصيرها، فكان فرصة للجزائريين أن يتقدموا برسالة لطلب دعمه في ثورته في مؤتمر فرساي. وأكد مدير الأرشيف الوطني، أن علاقات الصداقة موضوع يقع على عاتق أرشيف البلدين لإظهار الصفحات الجميلة في تاريخ البلدين المشترك.
وذكر شيخي أن الولايات المتحدة، تدخلت مرتين لتخفيف القمع الفرنسي على الشعب الجزائري، الأولى في مجازر 8 ماي 45، حيث كلف السفير الامريكي بباريس برفع احتجاج للسلطات الفرنسية على أن لا تستعمل مسألة التحالف الغربي بين الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ضد الشعب الجزائري والمرة الثانية مع الرئيس الراحل جون كينيدي الذي آزر الثورة الجزائرية منذ بدايتها واللقاءات الكثيرة مع الوفد الجزائري في الأمم المتحدة.