سيدي بوتفليقة لست أول أمير سنبايعه فلقد بايعنا من قبلك العديد من الامراء تحت الحكم الإسلامي الذي استمر 12 قرنا من690م الى الــ1830
وكان نظام هذا البلد يقوم على المبايعة الى غاية 1830 لما جاء العسكر الفرنسيون لتغيير نظامنا الإسلامي
وفرض نظام غريب عنا فقاومناهم تحت راية الأمير عبد القادر الذي بايعناه ثم تحت زعامة الأمير خالد ثم الزعيم مصالي الحاج حتى تحقق الاستقلال.
و أتمنى الا تكون اخر أمير نبايعه.
سيدي بوتفليقة اسمحي لي أن أقول ان المبايعة تقليد إسلامي عليك احترامه.
فكل جزائري ينتمي الى التقليد الإسلامي (99.98 من الجزائريين مسلمون)
يشعر بالحاجة الى مبايعة أمير فالبيعة هي العقد الذي يربط الحكام بالمحكومين في بلدان الاسلام.
ومازال في رقابنا نحن الجزائريين بيعة اجدادنا للأمير عبد القادر.
فانا شخصيا بايع أجدادي الأمير في 2 جوان 1884 في الشلالة الظهرانية .
و بعد كل تلك المدة الطويلة مازلتأتساءل ماذا فعلنا بتلك البيعة؟ ولمن نجددها ؟.
فنحن نعرف ان الانسان وفق التقليد الإسلامي لايموت بدون ان تكون له بيعة.
سيدي عبد العزيز وفق تقاليد الإسلام تكون بيننا وبينك مبايعة على عقد يحدد لكل طرف منا حقوق والتزامات.
سيدي بوتفليقة نحتاج اليك أميرا لأننا عانينا طويلا من عدم الاستقرار السياسي.
لقدعانينا طويلا من تعاقب الحكام منذ مجيء الوندال،الرومان،العرب ،
الامراء المحليون،
الاتراك ثم الفرنسيون و أخيرا بعد الاستقلال جاءنا العسكر المحليون واصبحوا يغيرون لنا الحكام المدنيين في كل مرة
كما كان يفعل الضباط الانكشاريون الذين تلاعبوا ببايات الجزائر و داياتها في العهد العثماني.
ولقد انعكس كل ذلك التاريخ السياسي الطويل غير المستقر على نفسية الإنسان الجزائري الذي أصبح معروفا في العالم أنه شخص قلق لا يشعر بالأمان،
فتجده يتصرف وكأن كل لحظة هي لحظة أخيرة وكل فرصة هي فرصة أخيرة حتى انتشرت الانتهازية لدى الجميع والوصولية من جراء الخوف من المستقبل .
ولهذا السبب التاريخي اريد أن أبايعك أميرا حتى أشعر بالطمأنينة والأمان لنفسي و لأبنائي ولسائر أبناء بلدي.
سيدي عبد العزيز بوتفليقة لقد كان لك دور في تجنيبنا ماسي “الربيع العربي”.
لقد أظهرت موجات”الربيع العربي” في 2011 ان الأنظمة التي تقوم على المبايعة( دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية)
هي التي تجنبت تلك الهزات وان الأنظمة التي يحكمها العسكر بلا بيعة هي التي تعرضت للثورات.
وتونس البلد الذينجا من تلك العاصفة بسلام فان التحديات الكبيرة مازالت أمامه .
ولهذا سيدي بوتفليقة نريد ان نبايعك أميرا للبلاد حتى ننعم بالاستقرار والأمان ولا نعود لا لربيع عربي ولا لمأساة وطنية كالتي عشناها في الماضي.
سيدي عبد العزيز بوتفليقة نريد أن نبايعك أميرا ليس فقط من أجل الاستقرار السياسي ولكن من أجل الرخاء الاقتصادي أيضا.
فالاستقرار السياسي و التشريعي والقانوني يجلب المقاولين المحليين والدوليين لكسب فرص في بلادنا تعود علينا بالنمو وارتفاع الدخول.
ولقد دلت الدراسات والأرقام في منطقتنا العربية ان البلدان الأعلى دخلا هي الأنظمة التي تقوم على المبايعة ( دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية)
والبلدان الأدنى دخلا هي التي يحمها العسكر بالإكراه( سوريا، اليمن،…) وهي ينتشر فيها الفقر و غياب الأمان.
سيدي عبد العزيز بوتفليقة البيعة حقوق يقابلها واجبات.
فعقد المبايعة يفرض علينا وفق للتقليد الإسلامي الاحترام لك واعطاءك حقوقا مشروعة تعود لك بصفتك اميرا للبلاد،
ومن جهة أخرى فهذا العقد يفرض عليك التزامات تجاهنا.
سيدي عبد العزيز بوتفليقة سنبايعك على أن تكون حامي حمى الوطن والدين وان تكون قائد قواتنا المسلحة وأمير المؤمنين،
و ان تكون رمز وحدة الجزائر المتنوعة والمتعددة و لك حق تعيين كبار القضاة.
بعبارة المعاصرين وظيفة الأمير هي حفظ الوطن ( من العدوان الخارجي) و الامن( امن الأشخاص والممتلكات) وتحقيق العدل ( تعيين كبار القضاة).
ونضيف اليها حسب القدامى وظيفة حفظ الدين( امارة المؤمنين مسلمين و مسيحين ويهود ومن لادين له)،
لان المنافسة على الدين في عصرنا اصبحت مصدر تهديدات للأمم .
ولهذا نريد أن نبايعك أميرا للوطن والدين حتى ننعم بالاستقرار والرخاء والهناء ونتجنب الفتن ما ظهر منها وما بطن.
في مقابل الاعتراف بك أميرا للوطن والدين سيدي الكريم نريد في المقابل أن تعترف لنا بحقوقنا المشروعة الطبيعية التي منحتنا إياها الشرائع وهي ثلاث : حق الحياة وحق الملكية وحق الحرية.
نريد منك ان تحفظ امننا وممتلكاتنا من كل عدوان وانتهاك
و نريد منك ان تسمح لنا بحرية استخدام مواردنا في انشاءالمقاولات والدخول في تعاقدات ينجر عنها النفع لنا
و تكون لنا حرية التجارة بلا قيود ولا اكراهات،
وألا تقيد حريتنا في استخدام مواردنا ومكاسبنا في تطوير ودعم مجتمعاتنا المحلية من خلال الاعمال غير الربحية التي تعود بالنفع على بلادنا. ذلك كل ما نريده منك مقابل مبايعتك أميرا للبلاد.
ما ذكرته أ علاه هي بعض الأسباب التي جعلتني اقتنع بضرورة وجود أمير لهذا البلد الطاهر المخضب بدماء الشهداء على مر العصور،
وأن أختارك أن أبايعك سيدي اميرا للوطن والدين على سنة من سبقنا من الجزائريين الأوليين.
اذن أبايعك سيدي على بركة الله أميرا للوطن والدين لك المحبة والإخلاص والسمع والطاعة و عليك حفظ حياتنا من كل عدوان.
ولنا حرية العمل والتجارة والتمتع بنتاج اعمالنا و علينا دفع الاتاوات الضرورية التي تحتاجها لحفظ الوطن و الدين وإقامة العدل في البلاد
أيها الأصدقاء القراء تلك رسالتي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة فيها دعوة له لنبايعه أميرا للبلاد ان قبل ذلك ،فمن رأى منكم ما رأيت فليدعم هذه البادرة مشكورا بإعادة نشر هذا المقال في صفحاته الاجتماعية و من كان متحفظا فله ذلك دون جرح أو قدح أو تبخيس.
فلا ضير يجمعنا الوطن وتفرقنا الآراء .