عدَّ الرئيس الفرنسي ايماونيل ماكرون الممتلكات و الاعمال الاثرية و الثقافية التي سلبت ابان الاستعمار الفرنسي،
على رأسها مدفع بابا مرزوق الذي يعتبر إحدى أغلى هذه الآثار،
حيث ينتظر أن يسلم الباحثان المكلفان بإحصائها تقريرا مفصلا للرئيس الفرنسي غدا الجمعة، تمهيدا لتسليمها للجزائر، تنفيذا لوعوده الانتخابية بالاعتراف بجرائم الاستدمار.
وحسب الجريدة الفرنسية le ponts فإن الرئيس الفرنسي قد كلف كلا من الباحثة التاريخية في الفنون بينيديكت سافون والجامعي السينغالي،
فالوين صار بإعداد تقرير مفصل حول الثروات الثقافية المسلوبة من القارة الإفريقية،
في مقدمتها الجزائر التي تحصي 158 عمل أثري وثقافي موجود بمختلف المتاحف الفرنسية،
على غرار مدفع سيدي مرزوق، كما أضاف المصدر أن التقرير يؤكد إحصاء أكثر من 88 ألف قطعة أثرية تم نقلها من البلدان التي كانت تحت وطأة الاستعمار الفرنسي،
حيث كان أول ما سلب من الجزائر بعد 11 يوما عن احتلالها صيف 1830،
مدفع بابا مرزوق الذي تم صنعه عام 1542 في ورشات حربية تابعة لـدار النحاس بحي القصبة التاريخي، ويبلغ طوله قرابة سبعة أمتار،
بينما يبلغ مداه قرابة خمسة كيلومترات، أي أنه يطلق قذيفة تصيب هدفاً على بعد خمسة كيلومترات عن اليابسة، وهو بهذا يمثل أقوى مدفع في العالم حتى اليوم،
ويرمز لقوة الأسطول البحري الجزائري، حيث كان يجبر أساطيل الدول الكبرى على دفع الجزية مقابل المرور عبر سواحل الجزائر.
ويوجد مدفع بابا مرزوق بميناء بريست الفرنسي،
منصوبا وفوهته إلى السماء بشكل عمودي، وجرى غلق فوهته عمدا بمجسم لكرة أرضية يقف فوقها ديك فرنسي.
وللإشارة فقد نجحت وزارة الدفاع، في الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر،
من صنع مدفع بابا مرزوق مقلد للمدفع الذي صادره المحتل الفرنسي سنة 1830 وأخذه إلى فرنسا ثم وضعه كنصب في إحدى ساحات مدينة بيرست.