قال المؤرخ والباحث الفرنسي جيل مونسيرون، إن اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمسؤولية الدولة الفرنسية عن اختفاء ومقتل موريس أودان خطوة جيدة، لكن تبقى غير كافية.
وأشار الباحث نفسه، إلى أنه لا توجد ضحية واحدة بل آلاف الجزائريين ذهبوا ضحية المظليين سنة 1957 وحتى عند إضراب 8 أيام سنة 1961”، مضيفا أن الفرنسيون كانوا يجهلون ما يحدث وكانوا يروون لهم وإلى اليوم الأكاذيب.
في محاضرة بالصالون الدولي للكتاب في طبعته الـ 23 بعنوان ”موريس أودان… وآلاف الآخرين” دعا المؤرخ والباحث الفرنسي والمناضل ضد الاستعمار، إلى الاعتراف بالضحايا الجزائريين اليوم قبل أي وقت مضى من طرف السلطات الفرنسية والرأي العام الفرنسي، معتبرا ذلك هو المهم بالنسبة إليه والى الذين ناضلوا من أجل قضية اغتيال موريس أودان، قائلا ”إن ما قمنا به مع موريس أودان يستحق أن نفعله مع الآلاف الباقين”.
وأوضح جيل أن الاعتراف بموريس أودان كضحية لآلة قمع السلطات الاستعمارية ما هي إلا بداية، خاصة وأن النظام الاستعماري تنكر لذلك لعشرات السنين، بل أنه بعد موته قاموا بمحاكمته بطريقة كاريكاتورية وذكر الكاريكاتور ”سيني” الذي جسد المحاكمة في رسم كاريكاتوري، حيث حينما نطق القاضي باسم موريس أودان رسم وكأن من في القاعة رفعوا رؤوسهم إلى السماء.
اعتبر جيل أن نفي مسؤولية النظام الاستعماري وكذب الدولة الفرنسية الذي استمر 60 سنة، لم يعرفه التاريخ الفرنسي كله، وتساءل بعد 60 سنة من الإنكار فكيف بآلاف الجزائريين الذين عاشوا الظروف نفسها التي عاشتها عائلة موريس أودان وعانوا من التجاهل والنكران، معرجا على تفاصيل حياة عائلة موريس أودان بعد اختفاء الزوج والوالد قائلا إنها ”مأساة حقيقية ما عاشته عائلة موريس أودان ذات الأصل الأوروبي، والتي كانت تريد أن تبقى جزائرية وساندت الاستقلال وكانت كلها أمل أن تكون الجزائر المستقبل أرضا تحتضن الجميع في نظام ديمقراطي ودولة الجميع يجد مكانا له فيها. وأشار جيل إلى أن ما عدا قضية موريس أودان التي أثارت الرأي العام الفرنسي بعد تحرك زوجته فإن الجزائريين لم يكن لهم ذكر، الفرنسيون كانوا يجهلون ما يحدث في الجزائر ما عدا حالة واحدة وهي المحامي علي بومنجل الذي اغتيل وانتفض لأجله أستاذه روني كبيتون بإيقاف الدروس، موضحا أن المظليين قاموا باعتقالات عديدة وأودعوا عدد كبير منهم في معتقلات التعذيب أين مات الكثيرين.
وختم جيل كلامه بالحديث عن العمل الذي يقوم به هو ورفقائه بجمعية ”موريس أودان” من أجل تقديم طلب إلى السلطات الفرنسية للاعتراف بالضحايا الجزائريين، قائلا ”لا يجب أن نتوقف عند موريس أودان ونعتقد أنه الضحية الوحيد، هناك الآلاف، لكن ليس لهم صورة ولا اسم، والفرنسيون يجهلون ما كان يحدث وسط الأكاذيب والتضليل.