مع اقتراب الرئاسيات التي لا تفصلنا عنها سوى أشهر قليلة، يحج سياسيون وقبلهم مسؤولين سامين في الدولة إلى السفارة الأمريكية للقاء ممثل الدبلوماسية الأمريكية في الجزائر،
ما يُغذي الكثير من الشكوك حيال هذه اللقاءات في ظل ضبابية الوضع الراهن.
الزيارات المكوكية لبعض رؤساء الأحزاب إلى السفارات الأجنبية وتحديدا سفارة أمريكا أو فرنسا، ليست بالأمر الجديد،
إلا أن تزامنها في هذا الوقت بالذاتو الذي يتسم بضبابية في ظل تضارب الأنباء،
حول إقامة العرس الرئاسي أفريل المقبل،أو الذهاب إلى تأجيل الرئاسيات وزيادة عمر رئاسة الرئيس بوتفليقة، يطرح الكثير من التساؤلات.
وبالرغم من الانتقادات اللاذعة لهذه الزيارات من طرف النخبة على اختلاف مشاربها السياسية والإيديولوجية،
إلا أن الأحزاب السياسية سواء من المعارضة أو المولاة لا تتحرج في مناقشة الوضع الراهن مع سفير بلد أجنبي،
ضاربةً عرض الحائط عقيدة الدولة الجزائرية التي ترفض أي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية مع رفض التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى،
فأي خانة نُصف فيها هذه الزيارات !!، وما علاقتها بالرئاسيات ؟.
زيارات سابقة لمسؤولين سامين كالمسؤول السابق عن الأمن الوطني الهامل أو حتى غلام الله وغيره، وزيارة مقري أواخر نوفمبر الماضي وقبله بن فليس وغيره، أو حتى تنقل بلعيد أمس إلى مقر السفارة،
تؤكد أن السفير الأمريكي مهتم بكثير من الأمور السياسية والأمنية، وحتى الشؤون الدينية وما إلى ذلك،
وهو الدبلوماسي الذي يصول ويجول رفقة زوجته في البلاد، و يتفاعل مع كل المناسبات الدينية والوطنية للشعب جزائري.
“جون ديروشر” سفير “فوق العادة”، يخدم بلده أمريكا في الجزائر، هذا أول ما يتبادر لذهن أي جزائري بغض النظر عن مستواه أو إيديولوجيته،
لكن : هل الجزائريون الذين استقبلهم يخدمون بلدهم الجزائر ولهم نفس النية في تنقلاتهم إلى سفارة ترامب هنا ؟؟،
هذا التساؤل قد يشكك في من استقبلهم جون ديروشر، خاصة وأنهم يتبجحون في ختام زيارتهم بأنهم ناقشوا الوضع الراهن للبلاد مع السفير،
فهل هذا الأخير مسؤول أجنبي أم أنه “إبن الدار” بما أنه يعيش وسط الجزائريين !؟؟.