ولي العهد السعودي يحل غدا بالعاصمة
تتجه الجزائر والرياض، نحو مسار جديد في العلاقات الثنائية بين البلدين، يؤسّس لتقارب عربي في سياق تحوّلات إقليمية ودولية تستدعي التكتّل العربي، وسط أجندات تقسيم استخباراتية لتجسيد المدّ الإسرائيلي في المنطقة العربية.
يحلّ غدا الأحد، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بالجزائر العاصمة، في سياق جولته بالمنطقة العربية وعدد من الدول الأوروبية.
زيارة الأمير السعودي إلى الجزائر ذات أبعاد اقتصادية، مثلما اعتادت أجندة الزيارات المتبادلة بين البلدين، التي كان ملف النفط يتصدّرها، بل ستكون جولة “ودية” تبعث من خلالها الرياض لعلاقات متجددة بنظرة مغايرة نحو الجزائر لبعث تقارب أكثر بين البلدين.
وتعاملت الجزائر ببراغماتية مع جولة محمد بن سلمان، بالمنطقة، مثلما اعتادت الدبلوماسية الجزائرية، التي تُوازن في علاقاتها مع كل الدول، فرغم التوتر الذي تعيشه العلاقات بين دول الخليج بعد المقاطعة التي أعلنتها كل من السعودية، الامارات ومصر ضد دولة قطر، أبقت الجزائر على ميزان علاقاتها مع كل هذه الدول،
في الوقت الذي رفض المغرب استقبال العاهل السعودي “خوفا” من الظروف الدولية التي لها علاقة باغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وما صاحبته من موجة تحاملات ضد المملكة العربية السعودية،
بالمقابل أعلنت الجزائر أنها على قناعة بأن العدالة السعودية ستسلط الضوء على هذه القضية، وتنظر الجزائر إلى علاقاتها مع السعودية، على أنها علاقات أخوة وتعاون وتتبادل معها نفس المصير المشترك.
وبرمجت السلطات الجزائرية أجندة زيارة مضبوطة للأمير السعودي، التي تعد الأولى من نوعها، لتكون زيارة “ودّية” بامتياز، سيلتقي خلالها بعدة مسؤولين سامين في الدولة، يتقدمهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والوزير الأول أحمد أويحيى، إلى جانب لقاءات ثنائية مع مسؤولين سامين آخرين.
وتؤسس زيارة محمد بن سلمان، لمرحلة جديدة كليا للعلاقات بين البلدين، من خلال إعادة ترميمها بما يخدم الوضع الإقليمي العربي على ضوء المستجدات المتلاحقة على الساحة الدولية بما يحفظ حدا مقبولا في العلاقة الدبلوماسية يؤدي إلى تنسيق المواقف في ملفات معقدة وشائكة فرضت على الطرفين إعادة النظر في طبيعة العلاقة بينهما،
بعدما مرت بنوع من المناكفة غير المعلنة بين الطرفين خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، والتي لم تخرج عن واجب التحفظ الرسمي بالنظر لطبيعة الدبلوماسيتين التي تتسم بعدم التسرع والمحافظة عن اللياقة الدبلوماسية في كل الأحوال.
وتمثل الخلاف في المواقف المتناقضة بين البلدين، بدء من رفض الجزائر تصنيف جماعة الإخوان المسلمين “إرهابية” ومن بعدها حزب الله، وعدم موافقة الجزائر على المشاركة في التحالف العسكري العربي الذي قاد عملية عاصفة الحزم، وانتهاء بموقف البلدين المتناقض من الملف السوري والموقف من إيران، وهي خلافات تضررت منها الجزائر كما السعودية على صعيد تنسيق المواقف وزادت من تضعضع الموقف العربي من أزمات المنطقة.
وداد لعوج